الذكاء الاصطناعي… رفيقنا الجديد في هذا العصر

*الذكاء الاصطناعي… رفيقنا الجديد في هذا العصر*

في السنوات الأخيرة، أصبحت أسمع كثيرًا عن "الذكاء الاصطناعي"، وأشعر أنه بدأ يتسلّل إلى تفاصيل حياتنا اليومية دون أن نشعر. من التطبيقات البسيطة في هواتفنا إلى المساعدين الرقميين في الحواسيب، بل حتى في المجالات الطبية والتعليمية والصناعية. وأكثر ما أثار فضولي مؤخرًا هو تلك النماذج الذكية التي يمكن محاورتها، مثل ChatGPT. فبدأت أطرح على نفسي أسئلة: ما هذا الذكاء؟ كيف يعمل؟ ما فوائده؟ وأين يكمن خطره؟

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

ببساطة، الذكاء الاصطناعي هو قدرة الحواسيب والآلات على القيام بمهام تحتاج عادةً إلى تفكير بشري، مثل الفهم، والتعلّم، واتخاذ القرار. يتم تدريبه باستخدام كميات ضخمة من البيانات، ليتمكن من "فهم" الأنماط والتصرف بناءً عليها.

ما هو ChatGPT؟

واحد من أبرز أشكال الذكاء الاصطناعي التي انتشرت في الآونة الأخيرة هو ChatGPT، نموذج حواري طورته شركة OpenAI. وهو ليس كائنًا واعيًا أو عاقلًا، بل برنامج ذكي يتلقى أسئلة ويقدّم إجابات، بُني على مليارات من الكلمات والمعارف التي جُمعت من الإنترنت. يمكنه مساعدتي في الكتابة، الترجمة، طرح الأفكار، وحتى النقاش الفلسفي أحيانًا.

أمثاله في العالم الرقمي تشبهه أدوات كثيرة، منها:

Google Gemini من غوغل

Claude من شركة Anthropic

Meta AI المرتبط بفيسبوك

Siri وAlexa من Apple وAmazon

كلها تسعى لتقريب الإنسان من التكنولوجيا بطريقة سلسة وسريعة.

في أي المجالات يستخدم الذكاء الاصطناعي؟

أينما التفتّ، أجد له حضورًا:

في تطبيقات الترجمة الفورية

في التوصيات التي تظهر لي على نتفليكس ويوتيوب

في البرامج التي تراقب الاحتيال المالي

في تحليل الصور الطبية

في التعليم الرقمي، والصحافة، والتسويق، وحتى في الفنون!

إيجابياته التي لا تُنكر

هناك الكثير مما يجعلني معجبًا بهذه التقنية:

تُوفّر وقتي وتنجز مهامي بسرعة

تقلّل من الأخطاء، خاصة في الأعمال الحسابية والتحليلية

تُقدّم لي تعلمًا مخصصًا حسب مستواي

تساهم في تطوير الصحة والتعليم والمواصلات

تجعل المعرفة متاحة في متناول يدي

تدعم الأشخاص ذوي الإعاقات بوسائل مبتكرة

تفتح أبوابًا جديدة للإبداع

لكن، لا يخلو الأمر من سلبيات

مع كل هذا التطوّر، هناك أمور تقلقني:

بعض الوظائف بدأت تختفي تدريجيًا

أحيانًا تكون المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي غير دقيقة

الخوف من أن نعتمد عليه كثيرًا ونتوقف عن التفكير بأنفسنا

هناك تهديدات للخصوصية إذا أُسيء استخدام البيانات

بعض النماذج قد تحمل تحيّزات بناءً على ما تدربت عليه

تقنية "التزييف العميق" قد تُستخدم في التضليل الإعلامي

في التعليم، قد يُستخدم للغش لا للتعلّم

هل يمكنني الوثوق به؟

أنا لا أرى الذكاء الاصطناعي ككيان واعٍ أو عاقل. هو أداة — مثل السكين — يمكن أن تُستخدم في الخير أو في الشر، حسب يد المستخدم. لذا لا أضع كامل ثقتي فيه، لكن أستفيد منه بحذر ووعي.

نحو علاقة متوازنة مع الذكاء الاصطناعي

لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي جاء ليحلّ محل الإنسان، بل جاء ليساعده. التحدي الحقيقي هو كيف أستخدمه دون أن أفقد إنسانيتي، دون أن يتوقف عقلي عن التفكير، ودون أن أتنازل عن مسؤوليتي الأخلاقية.

أؤمن أن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا إن تعلمنا أن نتعامل مع هذه التقنية بحكمة: نستفيد منها، نعم؛ لكن لا نستسلم لها.

---

خلاصة القول

الذكاء الاصطناعي ليس صديقًا ولا عدوًا، بل أداة في أيدينا. إن أحسنا استخدامها، خدمتنا؛ وإن أسأنا، أفسدت الكثير. وأنا – كمستخدم عادي – أجد في أدوات مثل ChatGPT معينًا يوميًا يساعدني على الفهم والتفكير والإنتاج، لكنه لا يُغنيني عن عقلي، ولا عن قلبي، ولا عن مسؤوليتي كإنسان.